الفتاة النسّاجة
أوّل ما استوقفنا ولفت نظرنا في "بيت شباب"، بيت فيه نَوْل، وفي حفرة النَول، وراء الخشبة حوريّة شبابيّة، تشغل في النّسيج يديها ورجليها. فاليد الواحدة على الخشبة، والأخرى تقبض على حبل المكّوك، ورجلاها الحافيتان تصعدان وتنزلان على الدوّاستين، كأنّها تمرّنهما على الرّقص؛ هي فتاة النّول المتحرّك.
وليس صوته، وهو كصوت الدّف، الّذي استوقفنا، بل صوتها وهي تغنّي "العتابا"، ولكنّها عندما وقفنا في الباب المفتوح، توقّفت عن الغناء والعمل ودعتنا إلى الدّخول. وكانت هناك امرأة أخرى جالسة على وسادة أمام دولاب اللُّحمة، وهي تديره باليُمنى، وتعالج باليسرى الخيط وهو يلتفّ على البَكَرَة الّتي تستعملها النّاسجة في مكّوكها.
أمين الريحاني
قلب لبنان صفحة 73